القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

 الشباب والحياة السياسية:


        يعتبر عنصر الشباب العمود الفقري لأي دولة تريد النهوض بنفسها ومجابهة التحديات المختلفة، لأنه بالشباب يمكن تدعيم كل القطاعات بكفاءات شبانية، مع التأطير والمراقبة من طرف ذوو الخبرة السابقة في شتى المجالات، وبهذا يكون النهوض متكاملا بين عنصر الخبرة وعنصر الحماسة والعطاء غير المحدود من طرف الشباب وتعطشهم لخدمة البلاد، تجسيدا وتمكينا لواقع غير الواقع المعاش الذي ألفه المواطنين في تعاملاتهم اليومية، ومن بين المجالات التي يمكن للشباب النهوض بها وترقيتها هو المجال السياسي، الذي يعد أداة لحكم الشباب نفسه بنفسه وتجسيد الواقعية في التسيير وابراز الكفاءة ودحض الرداءة التي أصبحت سائدة في المشهد السياسي الجزائري.



1- الانتخاب كآلية مهمة للمشاركة في الحياة السياسية: 

      يعتبر الانتخاب من أسمى صور المشاركة السياسية، فبفضله يستطيع الشباب اختيار، مرشحيهم من مختلف الأطياف السياسية، سواء أحزاب سياسية أو قوائم انتخابية حرة، من غير أي توجه حزبي، فبهذا يمكن اشراك الشباب في عمليات اتخاذ القرار التي تحدث في المجتمع في مختلف الاستحقاقات، التي تمر بها البلاد، والمشاركة في العملية الانتخابية تكون بطريقتين:
-الترشح 
-التصويت
بحيث يكون للشباب الحق في الترشح وتسيد القوائم النتخابية، لقطع الطريق أمام الانتهازيين الطذي يريدون الوصول بطرق ملتوية ألفوها من قبل أيام النظام البائد الذي كانت في الذمم تباع وتشترى في سوق النخاسة وعلى مرأى الناس، دون حياء,
وكذلك يكون للشباب الحق في التصويت على أي قائمة يرى انها قادرة على تحقيق آماله التي ما فتئ يطلبها ويتمناها.

أ- عوامل مختلفة تكون سبب في المشاركة السياسية:

     يقول عادل عباسي في مقاله الموسوم ب(واقع النشاط الحزبي في الجزائر):
ّ محاولة فهم السلوك الانتخابي للمواطنين تقتضي منا منذ البداية  ضرورة التسليم بالسببية التي هي مبدأ أساسي عند تحليل الظواهر السياسية، ذلك أن السلوك الانتخابي للمواطن ماهو إلا محصّلة جملة من العوامل المتضافرة والمتفاعلة، فتدفع الناخب نحو سلوك معين، غيجابيا كان أم سلبيا ّ.
وهذه العوامل منها ما يكون ذاتي ومنها ما يكون موضوعي، فالعامل الذاتي هو الوعي السياسي لدى الشاب الذي يجعله يدخل غمار مختلف الاستحقاقات، أما العامل الموضوعي فيتمثل في طبيعة الانتماء التي تختلف من شخص إلى آخر.

ب- أسباب عزوف الشباب الجزائري عن المعترك السياسي:

        تختلف أسباب العزوف عن الحياة السياسية من ممجموعة إلى أخرى، وهذا بسبب الانغلاق التي كانت تفرضه السلطة البائدة، بفعل تكييفها لقوانين على حسب المقاس، لهذا أصبح الشباب يعزف عن المشاركة وهو يعلم مسبقا عدم جدية السلطة في التغيير المنشود، الذي بقي فقط مجرد شعارات رنانة تستعملها نفس الأبواق في نفس الظروف والاستحقاقات، حيث أن الجميع مقتنع بان الانتخابات التي كانت تمر عبرها الحياة السياسية الجزائرية في مختلف محطاتها هي عمليات شكلية وفقط، لأن معظم نتائجها تكون محسومة مسبقا بفعل نظام الكوطة الذي شاع في هذه البلاد، والذي يوصل الاقلية الى الحكم ويقصي الاغلبية، وهو ما يتعارض مع مبادئ الديمقراطية التي تقوم على حكم الاغلبية وخضوع الاقلية وذوبانها في برامج الاغلبية.

2- بوادر تشجع الشباب لدخول الحياة السياسية:
الطريق نحو التغيير

          جاء قانون الانتخاب الجديد ليضع حدا لبعض المضايقات التي كان يشتكي منها الشباب، فجاء بمبدأ مراجعة سن الترشح للشباب وكذلك رفع حصة الشباب في القوائم الانتخابية الى النصف، كما نص قانون الانتخابات الجديد في ثناياه على أن تكون هناك نسبة الثلث للشباب الجامعي في مختلف القوائم الانتخابية وهو ما يعد مكسبا هاما جاء به هذا القانون الجديد الذي تنفس به الشباب وتفاؤل بالخير، كما أن القانون نص على ميزة هامة في العملية الانتخابية وهي تمويل الدولة للقوائم الشبابية الحرة، كمجانية القاعات والملصقات التي تستعملها القائمة الشبابية، وهو ما يفسر القوائم الشبابية الكثيرة التي تقدمت للترشح للنتخابات البرلمانية في جوان القادم.
      

       في الأخير نتمنى من الشباب الجزائري أن يدخل مجال المشاركة السياسية لقطع الطريق حقا على الانتهازيين الذين يبثون في نفوس الشباب عقلية الانهزامية وعدم المشاركة في النتخابات، لا لشيء الا لأنهم متأكدون أنه لو يدخل الشباب هذا المعترك سيكتسحهم اكتساحا، نظرا لتخبطهم بعد القانون الجديد الذي يشجع على المشاركة الشبابية، وامكانية التغيير المنشود الذي نطاله جميعا.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

احصل على آخر المواضيع من هذا الموقع عبر البريد الإلكتروني مجانًا!